أعادت الأحداث التي شهدتها مباراة الرجاء وشباب الحسيمة، التي أقيمت في الجولة 21 من الدوري المغربي، من اشتباكات دامية بين جمهور الأول ادت إلى سقوط قتلى وجرحى، للسيناريو الدموي الذي تحولت له الساحرة المستديرة في الأونة الأخيرة.
“بطولات” يرصد أبرز مشاهد القتل والعنف التي شهدتها الساحرة المستديرة
– المغرب تتحول لساحة قتال بين جماهير الرجاء:
في اللحظات الأخيرة من المباراة التي كانت نتيجتها تشير إلى تقدم الرجاء بهدفين لهدف اندلعت مواجهات دامية بين مجموعتين لتشجيع الفريق، وهما “جرين بويز” و”أولتراس إيجيلز”.
وأعلنت وكالة أنباء المغرب عن مصرع شخصين وإصابة 49 بسبب هذه المواجهات الدامية، حسبما أفادت السلطات المحلية لعمالة الدار البيضاء.
وكانت جماهير الرجاء البيضاوي تحتفل بعيد ميلاد الفريق الـ67.
الاشتباكات بدأت حين قام قائد مجموعة “جرين بويز” بإشعال شمروخ، ووضعه في يد لاعب الرجاء عصام الراقي، قبل أن يقوم بقذفه في المكان الذي يتواجد به مجموعة “جرين بويز”، بعدها بدأ تراشق الشماريخ لتندلع مواجهات دامية بين الطرفين.
– “بورسعيد” تتلون بلون “الدم” في أكبر مذبحة مصرية:
قطع احتفالات المصريين بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير نبأ المذبحة التي وقعت في استاد بورسعيد بتاريخ 1 فبراير 2012، والتي راح ضحيتها 72 شهيدًا من صفوف مشجعي الأهلي، مسجلة بذلك أكبر كارثة رياضية في تاريخ مصر.
كان الإنذار الأول للمذبحة بنزول بعض الجماهير إلى أرضية الملعب، لدى قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل انطلاق صافرة البداية، وأعقب ذلك إنذار آخر عندما اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب عقب انتهاء الشوط الأول.
ولم يتوقف مشهد اقتحام مشجعي النادي البورسعيدي لملعب المباراة عند ذلك الحد، بل تكرر عندما أحرز اللاعب مؤمن زكريا هدف التعادل في الدقيقة 72، ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم آلاف الجماهير البورسعيدية أرضية الملعب فور إطلاق صافرة نهاية المباراة، إلا أن أعضاء الفريق كانوا قد نجحوا في الخروج من أرضية الملعب، فوقعت مناوشات ومعارك بين جماهير الفريقين، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، قدرته مديرية الصحة في بورسعيد بـ72 قتيلًا، إضافة إلى مئات المصابين.
وأرجع العديد من التحليلات الهجوم على جماهير الأهلي إلى نشرهم لافتة مسيئة لأبناء المدينة الباسلة، حملت عبارة “بلد البالة مجبتش رجالة”، والظاهر في الأمر هو الغياب التام للإجراءات الأمنية، فضلًا عن قيام قوات الأمن بغلق البوابات أمام جماهير الأهلي، ما أدى إلى اندفاعهم نحو بوابة صغيرة تسببت في تأزم الموقف.
وإلى جانب وجود الأسلحة البيضاء في الهجوم، أشارت تقاير صادرة من الطب الشرعي إلى وجود وفيات نتيجة طلقات نارية، فضلًا عن الاختناقات نتيجة كثرة استخدام قنابل الغاز.
– جماهير الزمالك تدفع الثمن داخل “قفص” حديدي:
2015 كانت بُشرة الخير التي جاءت بطوق النجاة وحلم الجماهير، في العودة من جديد للمدرجات، بعد غياب دام سنتين منذ واقعة مجزرة بورسعيد، إلا أن الفرج لم يُكتب له النجاح، فبعد الإعلان عن عودة الجماهير، وبالتحديد في مباريات الدور الثاني، من مباريات الدوري في الموسم الماضي، جاءت المأساة الكبرى، برحيل 20 مشجعًا من جماهير الزمالك، في أول مباراة يحضرها الجماهير، في بداية مباريات الدور الثاني، إثر حالات التدافع التي حدثت.
داخل قفص حديدي كان الموعد المُنتظر للجماهير البيضاء، مع الموت الذي أعد لهم ليكون هدية صبرهم وبعدهم عن الملاعب منذ مجزرة الأول من فبراير عام 2012، باستاد بورسعيد، نفس الأحداث نفس المشهد، نفس الوجوه البريئة التي تدفع الثمن دائمًا، تتكرر من جديد، ولكن هذه المرة داخل استاد الدفاع الجوي، والمناسبة مباراة الزمالك وإنبي، بافتتاح مباريات الدور الثاني من موسم 2014-2015.
قبل انطلاق المباراة حدث تدافع بين الجماهير بسبب القفص الحديدى الذي أعد لاستقبالهم، إلا أن الأمر تطور سريعًا ليحدث اشتباكات مع الأمن المتواجد لحماية الاستاد وتأمين الجماهير، ليروح ضحيته 20 مشجعًا من جماهير الزمالك، ومع هذا استمرت المباراة واستكملت بشكل طبيعي دون أي تدخل من مسئولي الأبيض أو اتحاد الكرة، ليزداد المشهد سوءًا.
– إنجلترا شاهد على أسوأ الكوارث الرياضية:
شهدت إنجلترا في عام 1989 كارثة رياضية داخل إستاد “هيلزبورو” في مدينة شيفلد الإنجليزية، عندما كان مقررًا إقامة مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي في الدور قبل النهائي بين ليفربول ونوتنهام فورست، وعادة ما يكون عدد جمهور الفريقين كبيرًا في مثل هذه المباريات ,يقدر بعشرات الآلاف، وبالفعل قامت الشرطة بتعزيز قواتها على البوابات حتى لا يدخل أكثر من العدد، ولكن المشجعين استطاعوا التسرب من خلال أحد الممرات الضيقة التي توصل إلى المدرجات من الخلف، وتوقفت المباراة بعد بدايتها ببضع دقائق بناء على طلب الشرطة؛ حيث زاد عدد المشجعين حتى اخترقوا السياج الفاصل بين الجمهور والملعب وبدأوا في التدافع، وبسبب عدم سيطرة الشرطة على الموقف لَقِيَ أكثر من 95 شخصًا مصرعهم ومئات من المصابين جميعهم بسبب الاختناق، وتعتبر هي أسوأ الكوارث المتعلقة بملاعب كرة القدم في تاريخ بريطانيا حتى الآن.
– “عاصفة” نيبال تُسقط 90 قتيلًا:
ا
الطبيعة والمناخ يبدوان سببين رئيسيين في تلك الحادثة، ففي مباراة كرة قدم على إستاد “كاثاماندو” في نيبال عام 1988 هبت عاصفة برد مفاجئة ولم تستطع حشود الجماهير الاحتماء تحت أغطية المدرجات؛ حيث الملعب مكشوف من ثلاث جهات ما عدا الجهة الغربية المغطاة، حاول الجمهور الاحتماء في هذه الجهة لكنهم تلقوا الضربات من جانب الشرطة، حتى أحدث ذلك الذعر في صفوف المشجعين ما اضطرهم إلى محاولة الهرب عبر نفق ضيق خلف المدرجات، فسبب التدافع نحو النفق تم سحق أكثر من 90 شخصًا وأصابة العشرات.
“328” قتيل بسبب “هدف ملغي”:
في العام 1964، أُقيمت المباراة النهائية لأولمبياد طوكيو لكرة القدم بين الأرجنتين وبيرو في إستاد “ستاديو ناسيونال” في بيرو، وشهدت تلك المباراة أحداث عنف إثر إلغاء الحَكم لهدف التعادل الذي أحرزه فريق بيرو في آخر دقيقتين من عُمر المباراة، أدى هذا القرار لإغضاب الجمهور ما دفع بأحدهم لاجتياز الحاجز بين الجمهور والملعب ونزل الى أرضية الملعب وتبعه أعداد كبيرة من جمهور مشجعي الفريق، ما اضطر الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع، عندها بدأ الجمهور في الهروب من خلال أنفاق تصل بين أرض الملعب والشارع عوضًا عن البوابات الرئيسية التي يستلزم الخروج منها مسافة طويلة، وبسبب إغلاق فتحات تلك الممرات الأرضية – كما هو العادي في كل مباراة – فقد 328 شخصًا حياتهم بسبب التدافع الذي سبب النزيف الداخلي أو الاختناق .
– مباراة كرة قدم تُشعل الحرب الأهلية بعد قتال 4 أيام:
حرباً استمرت 100 ساعة قبل 40 سنة بين دولتين جارتين في أمريكا الوسطي وانتهت بكارثة: أكثر من 4000 قتيل، معظمهم مدنيين، ومعهم 10 آلاف مشوّه و120 ألف مشرد، ودمار مئات البيوت والمنشآت التي تزيد قيمتها اليوم على ثمانية مليارات دولار، وكله بسبب شرارة صغيرة من مطاط تقاذفتها الأقدام فوق عشب يوحي لونه بالسلام.
تصفيات بطولة كأس العالم بكرة القدم لعام 1970 حملت هندوراس والسلفادور الى مواجهة حاسمة لتحديد الفريق الذي سوف يتأهل الى المباراة النهائية التي تقرر أقامتها على ملعب في المكسيك، فجرت المباراة الأولى بين البلدين في 8 يونيو 1969 في العاصمة الهندورية، تيغوسيكالبا، وفيها فازت هندوراس على السلفادور 1 صفر، لتفوز الأخيرة 3 صفر على أرضها بعد 19 يوما، فاحتكم الطرفان الى مباراة فاصلة بينهما على ملعب “أزتيكا” في العاصمة المكسيكية، حيث فازت السلفادور 3/2 في الوقت الاضافي فصعدت الى الدور النهائي للتصفيات، وعلى أثرها نزل الغضب الهندوري الى الشارع.
هندوريون بالآلاف راحوا يعتدون على الفقراء السلفادوريين المقيمين عندهم. وتطورت الأمور الى مهاجمة أحياء يقيم فيها السلفادوريون ممن اضطر معظمهم للفرار الى بلادهم تاركين ممتلكاتهم وبيوتهم، وسريعاً تقدمت السلفادور بشكوى لدى الأمم المتحدة وهيئة حقوق الانسان ومنظمة الدول الأميركية (اي.ايه.أو) خصوصاً بعد انتحار فتاة سلفادورية تحولت الى بطلة وطنية شبيهة قصتها بالايرانية ندا أقا سلطان، فكان لابد للحرب من أن تقع.
وبدأ القتال فجأة برا وجوا في 14 يوليو ذلك العام، وانتشرت القوات البرية للجيشين على طول الحدود، وبدأ القصف المدفعي عشوائياً من الطرفين على القرى والبلدات في البلدين، وانتهكت طائران هندوراس أجواء السلفادور مرات مرات، فردت السلفادور بهجوم بري واسع النطاق حمل قواتها لأن تتوغل مسافة زادت على 60 كيلومتراً داخل الأراضي الهندورية، لذلك ردت هندوراس بغضب: راحت تقصف مدينتي سان سلفادور وأكابوتل بالقنابل، فقتلت مئات المدنيين. ولم تنته “حرب الأيام الأربعة” بين الجارتين اللدودتين الى الآن الا بعد وساطات وتدخل من دول مهمة، ثم راحت كل منهما تلملم أشلاءها وتعيد دراسة ما جرى، لأنه كان درساً قاسياً تعلمته، هي ووسائل إعلامها، لذلك تختلف مباريات كرة القدم في البلدين، ومنذ زمن بعيد، عن سواها في عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية، فالخسارة أو الفوز يليها كرنفال من الفرح في معظم الأحيان.
– كارثة “ليفربول ويوفنتوس”
قبل انطلاق نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة 1985 بين نادي ليفربول الإنجليزي وخصمه يوفنتوس الإيطالي، وقعت أعمال عنف بين جماهير الناديين، راح ضحيتها 39 قتيلًا، و600 جريح.
تعود أحداث العنف التي قادها مشجعي النادي الإنجليزي إلى الرغبة في الثأر لناديهم؛ ففي نهائي النسخة السابقة للبطولة عام 1984، هاجم عدد من جماهير نادي روما الإيطالي بعض مشجعي ليفربول قبل وبعد المباراة. لهذا وجد أنصار الفريق الإنجليزي فرصة ذهبية للرد على الإساءة من خلال مباراة فريقهم أمام النادي الإيطالي العريق، والتي ستجمعهما على ملعب هيسل، في العاصمة البلجيكية بروكسل، بتاريخ 29 مايو 1985.
وقبل انطلاق المباراة بساعة، كسرت مجموعة كبيرة من مشجعي ليفربول السياج الذي يفصلهم عن جماهير يوفنتوس، وقاموا بمهاجمتهم، ما أدى إلى إجبراهم على التراجع بشكل عشوائي للخلف، محدثين ضغطًا كبيرًا على أحد الجدران المتهالكة خلفهم، فسقط عليهم بعد دقائق قليلة، حاصدًا أرواح 32 مشجعًا إيطاليًا، ورغم الكارثة تقرر استمرار المباراة بدعوى منع مزيد من العنف.
– كارثة ملعب “ليما”:
وقعت أحداثها يوم 24 مايو 1964 في واحدة من أسوأ الأيام في تاريخ كرة القدم، ففي أثناء المباراة الجامعية بين المنتخبين البيروفي والأرجنتيني على ملعب العاصمة البيروفية “ليما”، ضمن التصفيات الأمريكية الجنوبية المؤهلة لأولمبياد طوكيو.
أقيمت المباراة في ظل تأجج العدائية بين البلدين، وعندما بادر المنتخب الأرجنتيني التسجيل ثارت الجماهير البيروفية بشكل وحشي، وقبل نهاية اللقاء بدقيقتين فجّر حكم المباراة الوضع تمامًا عندما ألغى هدفًا للمنتخب البيروفي، ما قاد المشجعين إلى النزول لأرضية الملعب للاعتداء على الحكم، وكسر الباقي منهم كل مقتنيات الملعب، كما أضرموا النيران في المدرجات، ورد رجال الشرطة بإطلاق قنابل الغاز والأعيرة النارية في الهواء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أعداد ضحايا الحادث إلى 318 قتيلًا معظمهم من المشجعين الأرجنتينيين، إضافة إلى ما يزيد على 500 مصاب.
وانتشرت الجماهير في شوارع العاصمة ليما، واحتشد عدد من المشجعين أمام منزل الرئيس البيروفي حينها، فيرناندو بيلوند، لمطالبته بالتدخل لكي تصبح نتيجة المباراة التعادل بهدف لكلا المنتخبين.
وجاءت تلك الأحداث الكارثية بعد تطلع المنتخب والجماهير البيروفية إلى التأهل لأوليمبياد طوكيو 1964، إلا أن آمالهم تصدعت أمام المنتخب البرازيلي الذي سحقهم برباعية نظيفة في مباراة تحديد ثاني المتأهلين إلى العاصمة اليابانية.
– كارثة ملعب هيلزبرة:
في مباراة نصف نهائي كأس إنجلترا 1989 بين ناديي ليفربول ونوتنجهام فورست، وقعت كارثة بسبب سوء تنظيم الأمن للجماهير، ما أدى إلى مقتل 96 مشجعًا وإصابة 300 آخرين.
بدأت الكارثة بعد تدفق الجماهير نحو بوابتين من ملعب هيلزبرة في اللحظة التي انطلقت فيها صافرة البداية، وكانت وسائل الإعلام أعلنت أن الملعب سيغلق بواباته قبل 15 دقيقة من بدء المباراة. ونتيجة لتزايد أعداد المتوافدين نحو البوابتين، فتح رجال الأمن بعض البوابات المؤدية إلى أرضية الملعب، الأمر الذي أدى إلى اندفاع الجماهير بشكل كبير، واصطدامهم بالسياج الفاصل بين اللاعبين والمشجعين.
وبعد دقائق معدودة من بداية المباراة، انتبهت الشرطة إلى المشكلة، وسارعت في فتح أبواب السياج المؤدية مباشرة إلى أرضية الملعب، ولكن بعد أن توفي 96 مشجعًا دهسًا تحت الأقدام، وبعد الكارثة بأيام تقرر إزالة السياج الفاصل بين اللاعبين والمدرجات من جميع ملاعب إنجلترا.